.jpg)
ناصر أبو طاحون يكتب : مصر تبهر العالم

عندما كانت مصر تبني الحضارة في عمق التاريخ، و تقيم أول دولة مركزية عرفها العالم، و لها جيش نظامي وضباط و قادة و عساكر "عسكر يعني " كان العالم يعيش في حالة من القبلية و الصراعات و التقاتل و الهمجية و تمثلت عبقرية المصري في إيمانه بفكرة الدولة و الالتفاف حولها ، ما جعل من هذه الفكرة حالة أقرب إلى انها اصبحت ضمن جينات المصريين الأساسية و رغم أن مصر تعرضت إلى العديد من الهجمات التي استهدفت حضارتها و قيمها من محيط معادي حاول ان يقهرها و يسيطر على ما تكون لديها عبر تضحيات ابناءها و تصدت حضارة المصريين بفلاحين و عساكر لكل هجمات الهمج و البداوة و استطاعت ان تسترد نفسها مرات و مرات تطرد الغزاة و تقهر رغباتهم الشريرة و يمكن القول ان مصر كغيرها من بلدان العالم تعرضت لموجات من الغزو و الهجرات البشرية منها ماكان عدوا غازيا فكان مصيره الاندحار مخذولا مقهورا و منها ما كان هجرات طبيعية من كل محيطها سواء العربي او الافريقي او الأوربي و تميزت مصر باعتبارها أكبر خلاط بشري في التاريخ، [قدرتها علي صهر كل من جاء إليها و تحويله لمصري ، لا يختلف في ذلك افريقي او عربي او اوربي كانت لدي مصر بعبقرية المكان و الموقع و الانسان المصري القدرة علي إعادة تشكيل كل من جاءها و تحويله إلي مصري حقيقي و كان من عبقرية المصريين أنهم سبقوا إلى التوحيد و الايمان بالبعث بعد الموت و الحساب، لذلك كان طبيعيا ان تستقبل مصر الديانات السماوية الثلاث و تمنحها من روحها و طبيعتها ما جعل للديانات في مصر طعما مختلفا عن غيرها من الاماكن، ليس تغييرا في الديانة نفسها او صلبها، بل في فهمها و تفسيرها و حل بعض معضلاتها طبقا لمقتضيات طبيعة مصر و المصريين و لعب النيل دورا كبيرا في حياة المصريين ، بل ربما الدور الرئيسي الذي جعلهم يتجمعون حوله و يقيمون حضارتهم على ضفافه و يمنحهم من ماءه ما طبع روحهم بالسماحة و اللين و أكسبهم من نتج خيره ما جعلهم أشبه بهذا الخير الذي ينبت من اراضيهم الخضراء و مثلت المرأة جزءا كبيرا و رئيسيا في تاريخ الدولة المصرية منذ ألاف السنين ، حيث قادت الدولة حينا و صنعت الملوك في احيان اخرى، و كانت بحق شريك حقيقي للرجل بلا تمييز، و قدم لنا التاريخ أسماء كثيرة من نساء كن يزن مئات الرجال، و هو ما يكشف كيف كانت الدولة المصرية سابقة على صعيد المساواة و عدم التمييز ضد النساء، و منح من استحقت منهم تاج الملك اليوم كنا مع حدث جدير بان نتوقف امامه و هو افتتاح متحف الحضارة القومي و نقل 22 من المومياوات الملكية في موكب اسطوري كبير ابهر الجميع و صنع حالة من البهجة و الفخر لدى المصريين و هم يرقبون جزءا يسيرا من تاريخهم التليد الذي يقف العالم كله أمامه بالإكبار و التقدير و قد أثار الحدث شجونا لدي عموم الشعب المصري ، إلا قلة مسحوقة اختارت ان تقف في صف الاعداء الذين لا يطاولون حذاء أصغر عسكري مصري، و يحرق قلوبهم و يكوي اكبادهم أي حدث يسعد المصريين فهؤلاء الذين عاشوا عمرهم ،مرتزقة محاربين لمن يدفع، ثم غزاة محتلين نهابين، ثم ينكفئون على أنفسهم خائبين، حاقدين على ما لدينا من تاريخ و حضارة مصر التاريخ أبهرت العالم و أسعدت الحبيب ، و تغيظ العدا دائما، لانها دولة لها شعب يؤمن بها و بتاريخها و حضارتها الضاربة في عمق التاريخ و بطولات جيشها منذ ألاف السنين طاقة نيوز